中文  English
الصفحة الأولى > معلومات عن السفير > أخبار السفير
التعاون الصيني - السعودي يُنجح قمة هانغتشو لمجموعة العشرين
بقلم السفير الصيني السيد: لي هوا شين
2016-09-04 17:04

ستُعقد خلال الفترة من 4-5 سبتمبر المقبل الدورة الـ 11 لقمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية، وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها الصين هذه القمة المهمة، وهي بذلك أيضاً المرة الأولى التي تستضيفها دولة نامية كبرى غير غربية؛ ولذلك، دعا الجانب الصيني لاوس بصفتها دولة الرئاسة لآسيان، وتشاد بصفتها دولة الرئاسة للاتحاد الإفريقي، إلى جانب مصر وكازاخستان وغيرهما من الدول لحضور هذه القمة، وستكون هذه الدورة من بين سابقاتها الأكثر مشاركة من قبل الدول النامية.

ولا شك في أن قمة هانغتشو ستوفر المنصة الجيدة لمزيد من التطور في العلاقات الصينية - السعودية، حيث يشترك البلدان بمصالح مشتركة واسعة مع آلية التعاون لمجموعة العشرين التي تعدُّ المملكة العربية السعودية الدولة العربية الوحيدة المشاركة فيها، وبهذا سيكون لتعاون البلدين دور مؤثر وإسهام كبير في إنجاح هذه الدورة.

وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين على اختلاف أصعدتها خلال الفترة الماضية، تطوراً سريعاً بدءاً بإنشاء العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1990، فقد أصبحت السعودية أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وإفريقيا وأكبر مورد للنفط الخام للصين في العالم، وفي المقابل غدت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية في العالم.

كما تعمَّق الجانبان في التعاون العملي بمجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار والعمالة والأقمار الصناعية، والعلوم والتكنولوجيا والطاقة النووية والطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات، في ظل بناء إطار مبادرة البناء المشترك لـ "الحزام والطريق".

ومؤخراً، قام رئيس الصين شي جين بينغ بزيارة تاريخية إلى المملكة، وتحديداً في يناير الماضي، وجرت خلالها إقامة علاقة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، ومعها مضت العلاقات قدماً إلى مرحلة جديدة. وفي المستقبل القريب سيزور الصين أحد قادة المملكة العربية السعودية لحضور قمة مجموعة العشرين، وستعقد الدورة الأولى لاجتماع اللجنة المشتركة رفيعة المستوى أثناء زيارته.

وكان معالي وزير الخارجية السعودي الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أكد أن الجانب السعودي يؤيد الجانب الصيني في استضافة قمة مجموعة العشرين، وسيعمل معه على تعزيز التنسيق والتعاون في هذا الصدد، وهو على ثقة تامة بأن قمة هانغتشو ستكون قمة ناجحة تماماً وبكل المقاييس.

ولا شك في أن مجموعة العشرين وقراراتها لها تأثير قوي على العالم كله، حيث يحتل الناتج المحلي الإجمالي لدول المجموعة 85% مما للعالم كله، ويحتل حجم تجارتها 80% مما في العالم. وفي ظل التطورات السريعة للعولمة، فإن أي تحرك صغير لدول مجموعة العشرين سيؤثر في نمو الاقتصاد العالمي مباشرة.

وكانت مجموعة العشرين أنشئت في وقت حاسم شهد الأزمة المالية الدولية عام 2008م، وعملت دول المجموعة بقلب واحد لتشكيل وضع جديد لاستقرار الاقتصاد العالمي وانتعاشه، وتحديد مكانة المجموعة كمنتدى رئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي.

وحاليا، تواجه قمة مجموعة العشرين مهمة التحول من آلية مواجهة الأزمة إلى آلية الإدارة الفاعلة وطويلة المدى، وتمديد موضوعاتها من المسألة قصيرة المدى إلى القضايا بشكل عميق ومدى طويل، حيث تتطرق إلى الاقتصاد والتجارة العالمية والطاقة والأمن وتغيّر المناخ وغيرها من المجالات الأخرى.

ويشهد العالم الآن الانتعاش الاقتصادي الضعيف والنزاعات السياسية والجغرافية المستمرة والقضايا البارزة، مثل الإرهاب واللاجئين. وفي ظل مواجهة هذه التحديات، تتمتع قمة مجموعة العشرين لهذه السنة بمعنى أغنى ومسؤولية أهم، حيث تتطلع دول العالم إلى تقديم قمة هانغتشو الفكرة الصينية والخطة الصينية في النمو الاقتصادي العالمي والإدارة العالمية.

والصين باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تتصدر دول العالم من حيث مساهمتها في الاقتصاد العالمي منذ الأزمة المالية، وستبلغ هذه النسبة بحلول عام 2018م 26.4% وفق تحليل البنك الدولي حول مساهمة الاقتصادات الرئيسية في الاقتصاد العالمي خلال السنوات الثلاث القادمة. وستستمر الصين في تنفيذ "الخطة الخمسية الثالثة عشرة" ودفع الإصلاح الهيكلي في المجالات كافة، فضلاً عن تحقيق التنمية المستدامة، والمساهمة الإيجابية في الانتعاش الاقتصادي العالمي عبر تعزيز التواصل والترابط والتعاون والمنفعة المتبادلة مع دول العالم.

وشهدت فعاليات مجموعة العشرين طوال عام 2016، عقد 66 اجتماعاً متنوعاً في 20 مدينة صينية، بما فيها 23 اجتماعاً وزارياً، وهذه الاجتماعات لا تؤيد قمة هانغتشو بـ "تسخين مسبق" فقط، بل قد حددت الثمرات لهذه القمة مبدئياً. وفي القمة المزمع عقدها في سبتمبر، سيتخذ الجانب الصيني "تجاه الاقتصاد العالمي المبدع والحيوي والمترابط والشامل" عنواناً بارزاً لأعمالها، وذلك بالتركيز على أربعة أمور، هي: "الإبداع في نمط النمو"، و"الإدارة الاقتصادية والمالية العالمية الأكثر فاعلية"، و"التجارة والاستثمارات الدولية القوية"، وأخيراً "التنمية الشاملة والمترابطة".

وتأمل الصين من خلال استضافة قمة هانغتشو التركيز على التحديات الجوهرية والمشاكل البارزة التي تواجه الاقتصاد العالمي، والعمل مع جميع الأطراف على البحث عن الخطط والمساهمة بالحكمة الصينية ودفع مجموعة العشرين للتحول من آلية مواجهة الأزمة إلى آلية الإدارة الفاعلة طويلة المدى وإرشاد الاتجاه نمو الاقتصاد العالمي والتعاون الاقتصادي الدولي.

وللتعريف بالمدينة المستضيفة للقمة، يذكر أن "هانغتشو" تعدُّ مدينة تاريخية ثقافية ذات شهرة، وهناك قول قديم في الصين: "في السماء جنة وعلى الأرض جنتان، هما: سوتشو وهانغتشو". وفي الوقت نفسه، فإن هانغتشو مدينة دولية مبدعة وحديثة.. ونحن نثق بأن قادة وزعماء دول المجموعة سيشعرون بجاذبية الثقافة الإنسانية الصينية الخاصة وحيوية الصين، وسيستكشفون معاً الأفكار والسبل الجديدة لتطوير الاقتصاد العالمي.

إلى الأصدقاء:   
طباعة الصفحة