中文  English
الصفحة الأولى > الموضوعات
وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف فورا لصيانة العدالة والإنصاف
2021-05-17 18:25
 

وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف فورا لصيانة العدالة والإنصاف

-- كلمة مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية وانغ يي في الجلسة العلنية الطارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

(يوم 16 مايو 2021، بجين، عبر منصة الاتصال المرئي)


السيد الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الزملاء:

أشكر الأمين العام أنطونيو غوتيريش والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط السيد تور وينزلاند على إحاطتهما. قد استمعت بكل إمعان إلى الكلمات لكل من وزير الخارجية الفلسطيني والمندوب الدائم الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة ووزيريْ خارجية المصري والأردني، وأرحب بممثليْ الجزائر وجامعة الدول العربية لحضور جلسة اليوم.

يتصاعد الصراع بين إسرائيل وفلسطين باستمرار في هذه الأيام، مما أسفر عن عدد كبير من الجرحى والقتلى وبمن فيهم النساء والأطفال. إن الوضع متأزم وخطير للغاية، وإن وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف لأمر لا يحتمل أي تأخير. ولا بد للمجتمع الدولي من التحرك العاجل وبذل أقصى الجهود لتجنب تفاقم الأوضاع ومنع المنطقة من الانزلاق إلى الاضطرابات مرة أخرى، وحماية أرواح شعوب المنطقة.

الزملاء،

ظلت القضية الفلسطينية لبّ قضايا الشرق الأوسط، ولن ينعم العالم بالأمن والأمان إلا بعد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. ولا يمكن تحقيق السلام الدائم والأمن السائد في الشرق الأوسط بشكل حقيقي إلا بعد إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. في ظل الوضع المتوتر الراهن، تطرح الصين المقترحات التالية:

أولا، إن وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف الأولوية القصوى في الوقت الراهن. لا تجلب القوة السلم والأمن، لا تزرع أعمال العنف إلا بذور الكراهية. تدين الصين بشدة أعمال العنف بحق المدنيين، وتحثّ مرة أخرى طرفيْ الصراع على الوقف الفوري للأعمال العسكرية والعدائية، ووقف الخطوات التي تفاقم الوضع، بما فيها الضربات الجوية والهجمات البرية وإطلاق الصواريخ وغيرها. ويجب على الجانب الإسرائيلي التحلي بضبط النفس على وجه الخصوص، والالتزام الجدي بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ووقف هدم منازل الفلسطينيين وطردهم، ووقف توسيع المستوطنات، ومنع أعمال العنف والتهديد والاستفزاز ضد المسلمين، وصيانة واحترام الوضعية التاريخية للمقدسات الدينية في القدس. ويجب على الجانب الفلسطيني عدم اتخاذ إجراءات قد تؤجج الأوضاع، وتجنب الاعتداء على المدنيين، والعمل سويا على تخفيف حدة التوتر للوضع المضطرب.

ثانيا، إن المساعدة الإنسانية تمثل الحاجة الماسة. تتشابك الصراعات والاضطرابات مع جائحة فيروس كورونا المستجد، مما زادت الأزمة الإنسانية شدة في المنطقة، وخاصة الأوضاع في قطاع غزة التي تثير قلقنا الكثير. نحثّ الجانب الإسرائيلي على الوفاء الجدي بالتزاماته بموجب المعاهدات الدولية، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل شامل في أسرع وقت ممكن، وضمان سلامة وحقوق المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير تسهيلات لدخول المساعدات الإنسانية. ويجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدات الإنسانية إلى فلسطين عبر القنوات المختلفة، ومواصلة دعم أعمال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، والمساهمة في تحسين الوضع الإنساني في فلسطين. ويجب على الأمم المتحدة القيام بالدور التنسيقي لبرامج الإغاثة الإنسانية الدولية العاجلة، وبذل قصارى الجهد لتجنب حدوث كوارث إنسانية خطيرة.

ثالثا، إن الدعم الدولي هو الواجب المطلوب. يتحمل مجلس الأمن الدولي المسؤولية الرئيسية لصيانة السلام والأمن الدوليين، فلا بد منه اتخاذ خطوات قوية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإعادة التأكيد على دعمه الثابت لـ"حل الدولتين"، والدفع بتهدئة الأوضاع في أسرع وقت ممكن. قد صاغ الجانب الصيني مشروع البيان الصحفي الرئاسي بالتعاون مع الدول المعنية، لكن للأسف، يعجز مجلس الأمن الدولي عن إطلاق صوت موحد حتى الآن بسبب الاعتراض من دولة واحدة فقط. وندعو الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها المطلوبة وتبني موقف عادل والوقوف إلى جانب أغلبية الأعضاء في المجتمع الدولي لدعم الدور المطلوب لمجلس الأمن الدولي في تهدئة الأوضاع وإعادة بناء الثقة وإيجاد حل سياسي. كما ندعم دورا أكثر فعالية للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والدول الأخرى ذات الوزن الكبير في المنطقة، بما يحشد جهودا أوسع نطاقا وأكثر فعالية في إحلال السلام.

رابعا، إن "حل الدولتين" هو المخرج الأساسي. في السنوات الأخيرة، انحرفت عملية السلام في الشرق الأوسط عن مسارها الصحيح، ولم يتم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشكل فعال، خاصة في ظل الانتهاكات المستمرة لحق فلسطين في إقامة دولة مستقلة وزيادة تفاقم المأزق الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، وصلنا إلى الأزمة في يومنا هذا، الأمر الذي أثبت مرة أخرى على ضرورة إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية على أساس "حل الدولتين" في نهاية المطاف. تبقى القضية الفلسطينية في أجندة الأمم المتحدة لمدة أكثر من 70 عاما، وأُصيبت الأجيال العديدة من الشعب الفلسطيني بالشيب في أيام الانتظار، لكنه لم تتم استعادة حقوقهم الوطنية المشروعة حتى الآن. قد تأخرت العدالة، لكنها لن تغيب إلى الأبد. يدعم الجانب الصيني قيام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باستئناف مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن على أساس "حل الدولتين"، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في يوم مبكر، وتحقيق التعايش السلمي والمتناغم بشكل جذري بين فلسطين وإسرائيل وبين الأمتين العربية واليهودية، وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.

الزملاء،

إن الصين صديق مخلص للشعب الفلسطيني. نهتم دائما بعملية السلام في الشرق الأوسط، ونتمسك دائما بالحق والأخلاق، وندعم دائما جميع الجهود التي تساهم في تهدئة الأوضاع. في ظل الوضع الراهن، تزداد الأهمية الواقعية المهمة للرؤية الصينية ذات النقاط الأربع حول تسوية القضية الفلسطينية التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ في عام 2017. يعطي الجانب الصيني الأولوية الأولى للتعامل مع الأوضاع المتوترة الراهنة في الشرق الأوسط منذ توليه للرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، ودفع مجلس الأمن الدولي بمراجعة القضية الفلسطينية لمرات عديدة. سنواصل جهودنا الحثيثة للنصح بالتصالح والحث على التفاوض، وأداء واجباتنا كرئيس مجلس الأمن الدولي. ونجدد دعوتنا للشخصيات المحبة للسلام من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء الحوار في الصين، كما نرحب بممثلي المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء مفاوضات مباشرة في الصين.

كلما شهدت الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية الاضطرابات، جاء الأمر بمثابة تحذير لسيادة القانون الدولي، ومحك للتعاون المتعدد الأطراف، وألم لضمير البشرية. تتابع شعوب العالم ويسجل التاريخ ما إذا كانت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يتمكنان من فعل شيء. ويجب علينا ولا بد منا الحفاظ على الوحدة والوقوف إلى جانب السلام والعدالة والحق والضمير والوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وممارسة تعددية الأطراف الحقيقية والدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.

شكرا!

إلى الأصدقاء:   
طباعة الصفحة