中文  English
الصفحة الأولى > الموضوعات > زيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد شي جين بينغ للمملكة العربية السعودية عام 2016
طلاب العلم في الصين يعززون الروابط بين البلدين
2016-01-27 14:12
 

وليد الحارثي

كل حضارة العالم بين جنبيه

تقنيات النانو والذرة، والصناعات الحديثة، والكمبيوتر، والأجهزة الذكية، منجم الطاقة والذهب، أكواب الشاي، والأباريق، وحتى الشاي نفسه.. الدفاتر والأقلام، والملابس الديكورات.. الإنارة.. وأرضيات البيوت والمكاتب وسقوفها.. كل الأشياء التي نتوقعها أو لا نتوقعها نحصل عليها منه..

الصين.. موطننا الأصلي اليوم، وحضارته إحدى أقدم حضارات العالم. ففي القديم كان "طريق الحرير" صلتنا بهذه الحضارة والبلدان المحيطة بها، عبر موانئ الهند الغربية، إذ كان لهذه الشبكة من الطرق البرية والبحرية تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة، بل إنها أرست القواعد للعصر الحديث. فقد انسربت مع الحرير وصناعته الذي اكتشف في الصين سنة 3000 قبل الميلاد الكثير من البضائع التي وصلت إلى العالم، كما انتقلت بضائع العرب الثمينة إليهم.

ومما يؤكد ذلك وجود أكثر من مخطوط في أمكنة مختلفة من العالم، تشير إلى رحلات بعض التجار العرب إلى الصين، غير ما دونه ابن بطوطة في كتابه "الرحلة"، الذي تعجب من براعة الصينيين في الرسم، إذ ذكر أنه ما دخل مدينة قط من مدنهم، ثم عاد إليها إلا ووجد صورته مرسومة على الجدران.

واليوم.. أصبح هناك "طريق الحرير الجديد". فقد اتجه عدد من الطلاب السعوديين المبتعثين، وغيرهم للدراسة في الصين، والالتحاق بهذه المحطة الحضارية التي انفتحت على كل شيء، إدراكا منهم بأهميتها، على الرغم من الحاجز الذي بناه الغرب بيننا وبين الصين. فأصبحوا يمثلون جانبا مهما من جوانب الممر التجاري بين عالمهم وبين الصين. مستنيرين بالأثر المشهور: "اطلبوا العلم ولو في الصين"

ويذكر التاريخ أنه عندما زار الرئيس الصيني السابق هو جنتاو شركة أرامكو السعودية لم يكن بحاجة إلى مترجمين، حيث كان هناك بالفعل عدد من المترجمين السعوديين الذين يجيدون الحديث باللغة الصينية.

الطالب محمد العسيري، المبتعث لدراسة القانون الدولي باللغة الصينية (وهو الطالب الوحيد المبتعث من جامعة الملك عبد العزيز للدراسة باللغة الصينية) يبدو سعيدا للغاية. إذ يقول: تجربة الدراسة في الصين ناجحة بنسبة 100 في المائة ولله الحمد؛ وذلك لأنني مقبل عليها برغبتي واختياري. موضحا أنه يهدف إلى التعرف على بلد جديد، ودراسة تخصص (القانون الدولي) الذي يتناسب مع مكانة الصين الحضارية.

ويشير العسيري في هذا الصدد إلى زملائه المبتعثين من شركة أرامكو السعودية الذين يعدهم من أفضل الطلاب. إلى جانب أنه وزملاءه الدارسين باللغة الصينية رغم حاجز اللغة الشديد وصعوبة الدراسة النظرية، إلا أنهم يتفوقون على نظرائهم الصينيين في الجوانب التطبيقية العملية، وهذا ما يدعو للفخر. لافتا إلى أن دراسات النفط والطاقة، هي من الآفاق الجديدة يمكن الاتجاه لدراستها في الصين.

وهذا يتسق تماما مع ما ذهب إليه السفير الصيني لدى السعودية لي تشنج ون، من التأكيد على أن بلاده، تعد المملكة شريك الطاقة الأهم، والشريك التجاري الأول، وأكبر مورد للنفط للصين، وأنها تستورد نحو 50 مليون طن سنويا، وهو رقم سوف يزداد مستقبلا.

وفي ذات الموضوع، صرح أحمد محمد العسيري الملحق الثقافي السعودي لدى جمهورية الصين الشعبية بأن أكثر من 1500 طالب استفادوا من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث من افتتاحه عام 2009، ويوجد للدراسة الآن 850 طالبا، تتركز دراساتهم في التخصصات الهندسية، في بلد متطور ومتحضر، ومن أهم بلدان العالم اقتصاديا، ومعظم الطلبة يدرسون باللغة الصينية، ويقضون في دراستها سنتين دون أن تواجههم أية عقبات في سبيل ذلك.

وأفاد بأنهم خطوا خطوات جيدة في الصلة مع الجانب الصيني، منها المعارض التي كان من آخرها معرض بكين الدولي للكتاب 2015، حيث حظيت المملكة العربية السعودية بأن تكون ضيف الشرف، بل إنها حققت المركز الأول بين الدول على مستوى جميع المعارض السابقة، وهذا يدعونا لمزيد من التعاون الثقافي والعلمي والاقتصادي.

إلى الأصدقاء:   
طباعة الصفحة