中文  English
الصفحة الأولى > الموضوعات > زيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد شي جين بينغ للمملكة العربية السعودية عام 2016
العلاقات السعودية - الصينية: أهداف تنموية مشتركة ومواقف سياسية متماثلة
2016-01-27 18:11

العلاقات السعودية - الصينية: أهداف تنموية مشتركة ومواقف سياسية متماثلة

البلدان الصديقان يسعيان لفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي

الرياض - المحرر السياسي

لا يمكن فهم العلاقة بين المملكة والصين بشكل دقيق دون معرفة السياق العربي - الصيني لذلك الارتباط الذي جمع بين الأمّتين.

كان طريق الحرير يربط بين الكيانين العربي والصيني لمئات السنين، وأصبح له اليوم طابع اقتصادي حديث. لقد تعمق التعاون بين المملكة والصين خلال الأعوام الماضية. وتعتبر المملكة - ومعها الدول العربية الأعضاء في أوبك - أكبر مُصدّرٍ للنفط والمنتجات البتروكيماوية إلى الصين.

المملكة من أكبر المصدرين للنفط والبتروكيماويات إلى الصين

تشترك الصين مع المملكة في الكثير من المواقف السياسية. ولعل أهمها عملية السلام في الشرق الاوسط، حيث تدعم بكين اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية. كما تدعم اقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والقنابل النووية في الشرق الاوسط، وتؤيد الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول العربية من اجل مكافحة انتشار الإرهاب والتطرف.

بكين تدعم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 67

تحرص المملكة والصين على التعاون في المجالات التي تعود بالنفع على الطرفين مثل المشروعات التجارية والاستثمارية والزراعية، وتلك المرتبطة بمصادر الطاقة المتجددة.

يحرص الجانبان السعودي والصيني على تبادل الزيارات ذات المستوى الرفيع وذلك بُغية نقل العلاقات إلى آفاق أرحب. يجري ذلك عبر الالتزام بتعزيز الحوار والتنسيق بين حكومتَي البلدين، ومواصلة العمل على ابتكار قنوات متعددة للتشاور وتبادل المعلومات بما يخدم مصالح الجميع.

لعل أكثر ما يستوقف المتابع للشؤون السياسية هو دعم الصين للمنتجات العربية غير النفطية. وتشجيعها لنشاطات البحث العلمي لدى شركائها في منطقة الخليج تتركز المساعي حالياً على إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والصين.

يتركز التعاون الاستثماري بين الصين والخليج على مجال النفط والغاز الطبيعي، وتنقيب النفط واستخراجه ونقله وتكريره.

تشجع الشركات والمؤسسات الصينية على توسيع دائرة مشاركتها في التعاون مع الدول العربية في مجالات السكك الحديدية والطرق العامة والموانئ والطيران والكهرباء والاتصالات ومنظومات الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية والمحطات الأرضية للأقمار الاصطناعية وغيرها من البنية التحتية والأساسية، وتوسيع التعاون في تشغيل المشروعات بخطوات تدريجية. والعمل على اجراء التعاون في المشاريع الكبرى في الدول العربية.

وتأمل الصين في زيادة تعاونها مع المملكة والدول العربية الأخرى في مجال الفضاء، والعمل على إقامة مشروعات مشتركة في مجال تقنية الفضاء والأقمار الاصطناعية وتطبيقاتها والتعليم والتدريب الخاص بالفضاء وغير ذلك.

تملك المملكة والصين اهتماماً مشتركاً بتعزيز التعاون في مجالات تصميم وبناء المحطات لتوليد الكهرباء والتدريبات للتقنيات الكهرونووية وغيرها. والعمل على التعاون في جميع حلقات الصناعة النووية، ولاسيما في جميع الأبحاث العلمية الأساسية في المجال النووي والتعاون في الوقود النووي والمفاعل البحثي والتطبيقات للتقنيات النووية والتأمين النووي ومعالجة النفايات المشعة ومواجهة الطوارئ النووية والأمن النووي.

ويهتم البلدان بتعزيز التواصل بينهما في مجال الطب الحديث، والاهتمام بالمشروعات المتعلقة بعلاج الأمراض المعدية والوقاية منها والحد من انتشار الأمراض غير المعدية، وتشجيع تبادل زيارات الوفود الطبية، وعقد المؤتمرات العلمية. من جهة أخرى، يعمل الطرفان على إقامة آليات صينية - سعودية للتعاون في الابتكار والابداع العلمي والتكنولوجي، تنفيذاً لبرنامج الشراكة العلمي لمواصلة الارتقاء بالامكانية العلمية والتقنية والاستفادة من "المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا" لإنشاء شبكة متكاملة تغطي الصين وجميع الدول العربية للتنسيق والتعاون في نقل التكنولوجيا، وتنفيذ برنامج استضافة العلماء الشباب المتفوقين، وتشجيع التواصل بين المواهب العلمية الشابة لدى الجانبين.

تعمل الصين مع المملكة وبقية شركائها العرب على تعزيز التعاون فيما يتعلق بمجالات الزراعة والري وتوفير المياه. كما يهتم البلدان بمشروعات الأطعمة الحلال والأمن الغذائي وتربية المواشي والطب البيطري، وتشجيع العلماء والباحثين الزراعيين من الجانبين على تعزيز التواصل بينهم وعقد ندوات ومحاضرات مشتركة. وتُظهر الصين اهتماماً واسعاً ب"اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر" التي تهم كافة دول المنطقة.

تدين كُلٌ من المملكة والصين الإرهاب بكافة أشكاله، ويرفض البلدان ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه. كما يدعمون كافة الجهود الرامية لمكافحته. من جهته يحرص الجانب الصيني على تعزيز التواصل مع الدول العربية في مكافحة الإرهاب وإقامة آلية طويلة الأمد للتعاون الأمني وتعزيز الحوار بشأن السياسات وتبادل المعلومات الاستخباراتية واجراء التعاون الفني وتدريب الأفراد، بما يواجه التهديدات الإرهابية الدولية والاقليمية بشكل مشترك.

إلى الأصدقاء:   
طباعة الصفحة